TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ما هو انعكاس منحنى العائد الذي أثار ذعر الأسواق العالمية؟

ما هو انعكاس منحنى العائد الذي أثار ذعر الأسواق العالمية؟

من: نهى النحاس

مباشر: ضجة كبيرة تعيشها الأسواق العالمية الفترة الراهنة مع انعكاس محنى العائد على السندات الأمريكية للمرة الأولى منذ 2007.

وشهد يوم الجمعة الماضي تحول الفارق بين عوائد الديون الحكومية مستحقة السداد بعد 10 سنوات وبين تلك التي يحين موعد استحقاقها بعد 3 أشهر إلى النطاق السالب للمرة الأولى منذ 12 عاما.

وانعكاس منحنى العائد في بيئة معدل الفائدة هي أن يكون للسندات طويلة الآجلة عوائد أدنى من التي تقدمها السندات قصيرة الآجل، وهو أمر يخالف المنطق الذي يدفع المستثمرين الذين يقرضون الدول أموالاً لفترة طويلة أن يطالبوا بمعدل عائد أعلى من القروض المتوقع سدادها قريباً لتعويضهم من المخاطرة الأطول.

ودائماً ما ترتبط تلك الظاهرة بمخاوف المستثمرين من ركود الاقتصاد العالمي وخفض معدل الفائدة.

وكان ذلك حدثاً مفهوماً بالنظر إلى قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي، حيث أعلن أنه لا يعتزم زيادة معدل الفائدة في العام الجاري، مخفضاً تقديرات النمو الاقتصادي للعام الجاري و2020.

وفتح ذلك الباب أمام تكهنات تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي وإمكانية أن تكون خفض معدل الفائدة هي خطوة بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.

وتتزامن تلك التطورات مع ارتفاع حصة السندات التي تمنح عائد دون الصفر في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى في 16 شهراً.

كما باعت ألمانيا سندات لآجل 10 سنوات بعائد داخل النطاق السالب للمرة الأولى منذ عامين وذلك عند عائد يبلغ -0.05%، كما انخفض العائد على السندات الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى 2.385%.

ما هو منحى العائد؟

وانعكاس منحنى العائد هو نوع نادر من 3 أنماط لمنحنى العائد الذي هو في الأساس خط يحدد معدلات الفائدة في وقت محدد بالنسبة للسندات ذات الجودة الائتمانية المتساوية ولكن ذات فترة استحقاق مختلفة.

وأكثر منحنيات العوائد شهرة هي التي تقارن سندات ذات فترات استحقاق 3 أشهر وعامين و5 سنوات و10 و30 عاما.

ويستخدم ذلك المنحنى كمؤشر للديون الأخرى في السوق مثل معدلات الرهن العقاري أو معدلات إقراض البنوك والتنبؤ بالنمو والإنتاج الاقتصادي.

أنواع منحى العائد؟

منحنى العائد الطبيعي..وهو يشير إلى فترات التوسع الاقتصادي وأن العوائد على السندات طويلة الآجل قد تستمر في الارتفاع.

وحينما يتوقع المستثمرون أن ترتفع عوائد السندات ذات فترة الاستحقاق الأطول في المستقبل فإن الكثيرين سيحتجزون أموالهم في السندات قصيرة الآجل مؤقتاً على آمال شراء الديون طويلة الأجل فيما بعد عبر عوائد أعلى.

تسطيح منحى العائد.. ينتج هذا النوع من منحنى العائد المنعكس أو الطبيعي، وتوقف ذلك على تغيير الظروف الاقتصادية.

وحينما يتحول الاقتصاد من التوسع إلى التباطؤ أو حتى الركود فإن العوائد على السندات ذات فترة استحقاق طويلة تميل إلى للتراجع، والعوائد على قصيرة الآجل ترتفع، ما ينتج عنه ما يعكس منحى العائد الطبيعي إلى آخر مسطح (الفارق ضئيل بين العوائد الطويلة والقصيرة لكنه لايزال إيجابي).

انعكاس منحنى العائد.. يشير إلى أن العوائد على سندات طويلة الآجلة سوف تستمر في الانخفاض في إشارة إلى فترات الركود الاقتصادي.

وحينما يتوقع المستثمرون أن عوائد السندات طويلة الآجل سوف تصبح أكثر انخفاضاً في المستقبل فإن الكثيرين سيشترون سندات طويلة الآجل للحصول على العوائد قبل أن تنخفض أكثر.

وتؤدي الزيادة في الطلب على السندات ذات الاستحقاق الأطول وعدم وجود طلب على السندات قصيرة الأجل إلى ارتفاع أسعار وتراجع  العوائد على السندات ذات الاستحقاق الأطول (العلاقة عكسية بين سعر وعائد السندات).

كما يترتب على ذلك انخفاض الأسعار ولكن ارتفاع العوائد على السندات ذات الأجل الأقصر ما يؤدي إلى مزيد من الانعكاس في منحنى العائد.

ماذا يتوقع المحللون حينما ينعكس منحنى العائد على السندات؟

التاريخ أثبت أنه حينما ينعكس منحنى العائد على السندات فإن حدوث ركود اقتصادي غالباً ما يكون المرحلة المقبلة.

وحدث ذلك في نهاية 2005 و2006 ومرة أخرى في 2007 وذلك قبيل انهيار سوق الأسهم الأمريكية.

وبشكل عام، سبق حدوث كل ركود اقتصادي أمريكي في الخمسين عاماً الماضية انعكاس لمنحنى العائد على السندات، باستثناء مرة واحدة فقط منح الأمر إشارة خاطئة ولم يتبع الانعكاس ركود اقتصادي.

ووفقاً لتلك الاستراتيجية فإن تكلفة التمويل قصير الآجل ترتفع، لتجد الشركات غالباً أن الاقتراض أكثر كلفة ويميل المسئولين التنفيذيين إلى تخفيف الاستثمارات أو تعليقها.

كما أن تكاليف اقتراض المستهلكين ترتفع، وبالتالي بتاطأ إنفاقهم والذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأمريكي.

ومع تراجع استثمارات الشركات وتباطؤ إنفاق المستهلكين فإن الاقتصاد يدخل في مرحلة ركود وسط صعود لمعدل البطالة.

وبوجه عام فإن الاقتصاد يحتاج فترة من 12 شهر إلى 24 شهر للتحول إلى ركود اقتصادي حينما ينعكس العائد.

وأيضاً غالباً ما ينتهي الانعكاس قبل أن تبدأ فترة الركود، كما أن انعكاس المنحنى لا يمتلك القدرة على التنبؤ بطول أو شدة الفترة الهبوطية.

هل الركود يصبح حتمياً؟

تختلف أراء المحللين حالياً حول ما إذا كان الاقتصاد الأمريكي يتجه لركود حتمي بعد انعكاس منحنى العائد على السندات.

وقالت عضوة بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إنها ليست قلقة بشأن انعكاس منحنى العائد، معتبرة أن "هذه المرة تختلف" لأن هناك عوامل تسببت في انخفاض عوائد السندات طويلة الآجل لا علاقة لها بقوة الاقتصاد الأمريكي.

وذكر عضو أخر في الفيدرالي "تشارلز إيفانز" أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ بالفعل لكنه استبعد فرص حدوق ركود اقتصادي قريباً.

كما أكد محلل في كريدي سويس مصداقية سوق السندات كمؤشر على أداء الاقتصاد، لكنه استبعد حدوث ركود اقتصادي أمريكي قبل 3 سنوات.

وانضم جولدمان ساكس للمتفائلين بأداء الاقتصاد الأمريكي، معتبراً أن مخاطر الركود لاتزال منخفضة.

بينما طالب مورجان ستانلي المستثمرين باتخذا مراكز استثمارية دفاعية في الفترة المقبلة بعد انعكاس منحنى العائد.

كما ترى جانيت يلين الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي أن انعكاس منحى العائد يشير إلى أنه هناك حاجة لخفض معدل الفائدة وأنه لا يشير إلى ركود اقتصادي.